"والله العظيم أنا قعدت 10 سنين ثلاجتى كان فيها مياه بس، وأنا من أسرة غنية ومحدش سمع صوتي"، الكلمات السابقة كانت للرئيس السيسي خلال كلمه له بإحدى جلسات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، والذى يحضره 3 ألاف من الشباب وشخصيات عامة ومسؤولين بالدولة.
السيسي قال هذه العبارات خلال لقائه بمجموعة من الشباب في ندوة بعنوان "أزمة سعر الصرف"، على هامش المؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ الثلاثاء، ﻹثبات أنه كان دائما يعتمد على نفسه رغم كونه من أسرة غنية فلم تمتلئ ثلاجة بيته بالأطعمة في العشر سنوات الأولى من حياته الأسرية، والذى تخرج من الكلية الحربية إبريل عام 1977 ولديه أربع أبناء.
"السيسي" target="_blank">ثلاجة السيسي"، أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك وتويتر" ووصلت للكلمات الأكثر استخداما على موقع التدوينات الصغيرة " تويتر" والبعض كان مؤيدا للكلام ومرحب به، والآخر رافض له.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فاحتل هاشتاج #ثلاجة_السيسي المرتبة الثالثة على مستوى العالم صباح أمس الأربعاء.
كلمات السيسي جاءت من قبيل التحفيز والتشجيع على الاعتماد على النفس، "مصر العربية" سألت بعض المواطنين عما يوجد في ثلاجاتهم من أطعمة بعد قرابة 30 عاما عن الوقت الذى يحكي عنه الرئيس للتعرف على طبيعة التغيرات التى طرأت على الطبقات الاجتماعية وهل تحسنت الأوضاع المعيشية للأسر أم هناك بعض المواطنين مازالت ثلاجاتهم بها ماء فقط.
البداية كانت من إكرام يوسف، كاتبة صحفية ومترجمة تقول إن ثلاجة منزلها الموجودة بحي الدقي بالجيزة بها خضروات وفاكهة فقط ﻷنها نباتية ولا تتناول اللحوم، ولا يوجد بها ماء ﻷنها أحضرت مبردًا خاصا للمياه قبل أشهر لاستخدامه في الشرب.
تحكى السيدة الستينية عن حكايتها مع الثلاجة فتقول إن بيت والدها بمدينة طنطا كان من البيوت القلائل التى يحتوي على ثلاجة في ستينات القرن الماضي، وكان وقتها اسمها "سربينتنا" كانت عبارة عن مجسم مستطيل الشكل يوضع به لوح ثلج ويستخدم في تبريد المياه وبعض الأطعمة التي لا تفسد من المياه كبعض الحلوى.
بعد الزواج وفي السبعينات تقريبا لم يكن لدى الكاتبة الصحفية ثلاجة وظلت 9 أشهر في منزلها الجديد بلا ثلاجة أو غسالة، بحسب قولها.
تضيف أن إجراءات الحصول على ثلاجة في هذا الوقت كانت صعبة للغاية كان على " العرسان" الجدد تقديم وثيقة عقد الزواج بشركة" إيديال" المتخصصة في صناعة الثلاجات للحصول على واحدة وظلت 9 أشهر حتى استلامها.
لكن محمود عامر، مهندس معماري، والذى تزوج قبل شهور ويسكن بالجيزة قال لـ مصر العربية إن ثلاجة بيته بها مياه ومواد غذائية، وفراخ، وبط، ومربى، وجبن وبعض الخضروات "خيار وطماطم".
لكن محمود فتحي، الذى يسكن بحي حدائق القبة كان أفضل حالا من سابقيه حيث يوجد بثلاجته مشروبات، وجبن "رومي" وأخر أبيض، وكيلو لحمة، وموز قال إنه أحضره مخصوص لابنته الصغيرة.
ويضيف فتحي أنه اشترى قبل أيام بعض الخضروات والجبن الموجودة حاليا بمنزله.
بينما محمد صابر فرحات عامل بوفية 35 سنة، يقول إن ثلاجة منزله يوجد بها بعض الكميات البسيطة من الخضروات وعلاج لأطفاله الثلاثة، ونصف كيلو لحمة، وعلبة سمنة، وجبن.
لكن هناك بعض الأفراد الذين يتشابهون مع السيسي في معيشتهم فمحمد أيمن 25 سنة من محافظة القليوبية يعمل أعمال حرة بالقاهرة ويعيش بمنطقة بين السريات قال إن ثلاجة المنزل الذى يسكن فيه هو وبعض زملائه لا تحتوي إلا على ماء فقط.
ويضيف أن السبب في ذلك هو تناول معظم طعامهم خارج المنزل، أو وجبات سريعة وبالتالي لا يستخدمون الثلاجة إلا في حفظ بواقي بعض الأطعمة، وتبريد المياه.
وفي اتجاه آخر يسكن محمود درويش 23 سنة من محافظة الدقهلية يعمل بإحدى الشركات الخاصة بالجيزة فى منزل لا يوجد به ثلاجة، ﻷنه يعمل طوال الوقت خارج المنزل ويعود عل مواعيد النوم وبالتالي لا يستخدم الثلاجة مطلقا.
لكن الأوضاع الاجتماعية للأسر تغيرت عن العهد الذى تحدث عنه الرئيس السيسي فوقتها كانت الأسر التى تمتلك ثلاجات منزلية يمكن عدها أو بمعنى أدق هم الأغنياء والطبقة العليا من الطبقة المتوسطة، أما حاليا فقرابة 95% من المصريين يمتلكون ثلاجات منزلية بحسب نتائج مسح الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 2015، الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، و 54% من الأسر يمتلكون غسالة ملابس كهربائية عادية، 26،3%من الأسر يمتلكون غسالة ملابس أوتوماتيك، 11،1% من الأسر يمتلكون جهاز تكييف، 94،3% من الأسر يمتلكون تليفزيونا ملونا.
وفي دراسة عن سوق الأجهزة المنزلية بمصر صادرة عن باحثين تابعين لوزارة الصناعة والتجارة الداخلية تحت عنوان " دراسة عن سوق الأجهزة المنزلية في جمهورية مصر العربية وإمكانية تنمية الصادرات منها" فإن المصريين ينفقون حوالي 17% من دخولهم على الأجهزة المنزلية والتجهيزات والأثاث المنزلي.