رئيس التحرير: عادل صبري 08:49 مساءً | الأحد 06 يوليو 2025 م | 10 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

حوار| إسلام خليل: هاجس الموت يسيطر على المحتجزين بأمن الدولة

حوار| إسلام خليل: هاجس الموت يسيطر على المحتجزين بأمن الدولة

أخبار مصر

إسلام خليل

لـ"مصر العربية"

حوار| إسلام خليل: هاجس الموت يسيطر على المحتجزين بأمن الدولة

نادية أبوالعينين 07 سبتمبر 2016 16:08

حفلات من الضرب والتعذيب والصعق بالكهرباء، استمرت  طوال 122 يوماً قضاها إسلام خليل داخل 3 أماكن احتجاز تنقل فيها، بعد القبض عليه بصحبة شقيقه ووالده لسبب غير معلوم، خرج كلاً منهم وظل إسلام قيد الاختفاء القسري.

بعد 4 أشهر ظهر إسلام في نيابة شرق الإسكندرية، وبدأ تجديد الحبس له، ليحصل على إخلاء سبيل بعد ما يقرب من عام، يروي لـ"مصر العربية" بعض تفاصيل ما حدث معه أثناء فترة الاختفاء.

 

-لا أعلم سبب القبض علي ولم أتخيل إخلاء سبيلي
-تنقلت بين 3 أماكن احتجاز، وقضيت في لاظوغلي 3 أشهر
-تصورت موتي خلال فترة الاختفاء القسري.
-هناك محتجزين في
أمن الدولة بينهم أطفال ونساء
-التعذيب تحول لروتين يومي

 

 


 

إلى نص الحوار..

 

في البداية هل تخيلت إخلاء سبيلك؟

لم أكن أتخيل إخلاء سبيلي نهائيا، واتخذت قرار بعدم النزول لحضور جلسات التجديد مرة أخرى لعدم جدية المحاكمات، القاضي يعلم أني برئ، ولا أعلم لماذا مستمر في حبسي أو حبست من البداية أصلا.

بدأت أشعر أنهم يتعاملون معي بمنطق "أحنا راكنينك شوية"، ولم أكن أتخيل حصولي على إخلاء سبيل في تلك الجلسة.

 

122 يوما من الاختفاء القسري.. كيف مروا عليك؟

تلك الفترة قضيتها بين 3 أماكن احتجاز محتلفة، في مبني الأمن الوطني وطنطا، ومعسكر قوات الأمن بطنطا ومبني الأمن الوطني بلاظوغلي، وقضيت الفترة الأكبر في لاظوغلي منذ شهر يوليو وحتي شهر سبتمبر.

 

ما الفرق بين وجودك في تلك الأماكن؟

الفرق الوحيد هو أن الفترة التي قضيتها في معسكر قوات الأمن بطنطا كانت 10 أيام لم يضعوا الغمامة علي عيني أو الكلابشات في يدي، وفي الغالب لم أكن أعلم مكان احتجازي، ولكني كنت أحاول المعرفة من خلال المحتجزين معي، والذين سبق لبعضهم الاحتجاز في تلك الأماكن، حاولت إبلاغهم باسمي ومكاني في حالة خروج أحدهم لإبلاغ أسرتي بمكاني.

 

ماذا كان يدور في ذهنك طوال تلك الفترة؟

ما كان يشغل كل تفكيري هو أنه في حالة وفاتي لن يعلم أحد أنني مت في هذا المكان، هذا الهاجس كان مسيطراً على كافة المحتجزين، جعلنا نحاول حفظ أرقام بعضنا البعض والأسماء، تلك العملية كانت صعبة للغاية، لأن من كان يشعر الأمن بأنه يحاول الكلام أو التواصل مع المتواجدين حوله كان جزائه "التعليق"، الأمر كان مخاطرة الحديث لإبلاغ بعضنا البعض باسمائنا حتى وأرقام هواتف ذوينا.

 

جميعنا كان لدينا تخيل أننا سنموت في ذلك المكان، لذلك من كان سينجو سيحاول إبلاغ الجميع بأخر مكان تواجدنا فيه.

 

الوضع كان صعب للغاية، واضطررت للحفظ لأنني أعلم أنهم من الممكن أن يموتوا، وفي الجهة المقابلة هم مضطرون لحفظ اسمي لإبلاغ الجميع في حالة خروج أحد منا، قضيت أوقات طويلة في ترديد الأسماء حتي لا يسقط أحدهم من ذهني.

 

هل كان هناك أعداد كبيرة للمختفين محتجزين معك؟

عند وصولي مقر أمن الدولة في لاظوغلي كان هناك 8 فقط محتجزين معي، وعند خروجي منه كان هناك ما يزيد عن 120، من بينهم أطفال وبنات.

 

كيف استطاعتم التواصل مع بعضكم بالداخل؟

خروجنا للحمام كانت مرة واحدة في اليوم، يضع كلاً منا يده على كتف الأخر والغمامة على عينه ونسير كطابور الأسرى، يقودنا أحد أفراد الأمن من الأمام، ونجلس في طرقة طويلة أمام الحمام، في تلك الفترة كان كلاً منا يحاول التواصل همسا مع الموجود بجانبه.

هناك الكثير من المحتجزين"جم غلط"، الجزء الأكبر منهم لا يعلمون سبب القبض عليهم واخفائهم بتلك الطريقة، أحدهم ذهبوا للقبض على شقيقة وعندما لم يجدوه قبضوا عليه هو، هناك منهم من تورط بالفعل لكن أعدادهم قليلة لا تتجاوز 4 أشخاص.

 

هل توفي أحد بالفعل خلال تلك الفترة؟

هناك من توفي بالفعل، لكن ليس في فترة احتجازي، علمت بوفاته من أحد المتواجدين معي كان قبض عليه مع من توفي داخل مقر الأمن.

 

ماذا حدث مع ظهورك وعرضك للمرة الأولى على النيابة؟

في عرضي الأول على النيابة أبلغت وكيل النيابة بكل ما حدث معي بالتفاصيل.

 

لماذا قررت إخراج شهادتك وأنت مازالت في الداخل محتجز؟

أنا لم أكن أعلم إذا كنت سأخرج من السجن أم لا، لذلك قررت إخراج شهادتي، ما حدث معي دليلاً على أنه لا يوجد قانون، وكيل النيابة قال لي :"أنا عارف أنك ملكش في حاجة بس معلش هتقعد شوية"، القاضي منعني من الكلام في جلسات التجديد، ولا يوجد وضوح لوضعي لذلك كان لابد من إخراج شهادتي.

 

شهادتي من المؤكد أنها أفادت أوضاع المختفين قسريا، الضباط يخشوا فعلا من الحديث، والضغط والحديث عن القضايا من الممكن أن يحسن وضع المحبوسين، ويعطي شعور للمحبوسين بأن هناك من يتحدث عنهم وما حدث معه.

 

كيف تم تعذيبك، وهل كان ذلك مقابل اعتراف معين؟

هناك أوقات كنت أعذب فيها من أجل التعذيب فقط، أعلق على الباب ويبدأ الضرب والكهرباء، وسط ترديد شخص ما لكلمة "تحيا مصر" في أذني، قائلا لي :"احنا اللي هنظبط البلد، انتوا مش فاهمين حاجة ومش عارفين حاجة"، وهناك أيام أخرى تعرضت للتعذيب للسؤال عن أسماء أشخاص لم أكن أعرفهم نهائيا.

في بعض الأيام تحول التعذيب إلي روتين يومي، من الصباح "متكلبش ومتغمي ومرمي على الأرض، بأخد ساندوتش الصبح وساندوتش بليل، الخروج للحمام مرة واحدة، أو عدم الخروج نهائيا في بعض الأحيان"، على مدار 24 ساعة هناك أصوات لمن يُعذبوا في الغرف المجاورة.

كلا منا كان ينتظر دوره حين يأخذوه للتعذيب، والسؤال اليومي الذي يدور في ذهن كلا منا :"هنتعذب النهاردة ولا لا؟"، وأي عسكري أو مخبر ممكن يدخل يضربنا بمنطق "يلا نغلس عليهم شوية".

هناك من ظلوا داخل ذلك المكان لما يقرب من 4 أشهر في ذلك الوضع، وهناك بعد خروجي ظل بعضهم بالداخل إلى أن اكملوا 6 أشهر، وبعد خروجي علمت أنه كان هناك دور أرضي أخر أسفل المكان الذي تواجدت به، هناك محبوسين وُضعوا فيه مختفين منذ عام و9 أشهر، لكن جميع من حفظت اسمائهم خرجوا من أمن الدولة على ذمة قضايا أخرى.

 

اقرأ أيضا:
 

إسلام خليل.. 99 يوما من الاختفاء القسري ولا يزال مصيره مجهول

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان