رئيس التحرير: عادل صبري 01:45 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مسعد البربري.. دمعة على ثوب يوبيل الصحفيين الماسي

 مسعد البربري.. دمعة على ثوب يوبيل الصحفيين الماسي

أخبار مصر

الصحفي مسعد البربري وأمه وابنته

مسعد البربري.. دمعة على ثوب يوبيل الصحفيين الماسي

عمرو عبدالله - هناء البلك 11 أبريل 2016 14:34

ملامح غلبها الصراع مع الزمن، وخطوط المشيب رسمت تجاعيدها على صفحة الوجه المنكمش، لم تجد لها مكانا وسط هذه الاحتفالات الصاخبة إلا أنها أصرت على الحضور ربما تجد ناصتا لشكواها حيث صوت من لا صوت له، ومكان أنشىء خصيصًا لحماية فلذة الكبد الغائب جبريًا.

 

ومع استسلام قدميك لما رأته عينيك، تركن رغما عنك إلى جانب العجوز الذي اتخذت لنفسها مكانا قصيا، تبعث منه رسالتها التي قطعت لأجلها المسافة الفاصلة بين محافظة الغربية والعاصمة، تعبر عنها بدموع تحجرت بمقلتيها ومطلب رفعته على ورقة جاورت قلبها لابنها الصحفي مسعد البربري؛ لتطلب له الحرية.

 

"خدوه من على بناته".. كلمات زاحمتها دموع العجوز التي لم يعد لها سوى عامين حتى تكمل الـ80 عامًا على ابنها الذي يقبع خلف أسوار سجن العقرب، فقالت: "ابني صحفي وكان مدير قناة 25، محبوس من سنتين".

 

وتواصل السيدة التي تعبر كل حروف كلماتها عن ريفيتها بكل ما تحمله من تلقائية، الحديث عن ابنها، بأنه سافر للبنان بعد 30 يونيو للعمل هناك وبعد 8 شهور، اتصل به شخص كان لديه بعض المشاكل بأوراقه بمطار لبنان، وعندما ذهب لمساعدته اختفى، ولم نعرف عنه شيئا سوى عند إبلاغنا من قبل ادارة السجن بأنه لديها.

 

وبنظرة أثقلها الغياب، قالت: ابني العائل الوحيد لي ولزوجته وبناته الخمسة، ولانمك مصدر رزق آخر، مؤكدة أنه لم يقدم لهم أحد المساعدة في غياب ابنها.
 

وتمنت أن ترى ابنها وتضمه بأحضانها داخل بيتهم، وأن يخرج حتى يعول بناته بدلا من الاحتياج للغير، حيث قالت: "نفسي أحضنه وهو حر قبل ما أموت ويخرج عشان بناته ملهمش غيره".
 

وبجوار العجوز تجلس إحدى بنات نجلها الخمس والتي لم تتم عامها العشرين، لتقول: " أبي ليس له تهمة محددة هو ضمن الأسماء في قضية غرفة عمليات رابعة، كان يعمل بلبنان وقبضت عليه السلطات اللبنانية وسلمته لمصر بالاتفاق بينهم".

 

وتحكي تفاصيل القبض على أبيها بأنه كان يعمل بقناة 25 وسافر للبنان عقب فض اعتصام رابعة العدوية، وبعد فترة عمل هناك لمدة 9 شهور، ذهب للمطار حتى يساعد شخصا يدعى مختار العشري طلب مساعدته في الانتهاء من بعض المشاكل بأوراقه، وعندما وصل للمطار قبض عليه الأمن اللبناني وسلمه للسلطات المصرية.

 

وتوضح أنه بعد فترة اختفاء أخبرتهم إدارة سجن العقرب بأن والدها لديهم وأنهم تواصلوا مع نقابة الصحفيين ولم يجبهم أحد حتى الآن، وردوا عليهم فقط بأن الأمن أخبرهم بخروج بعض الصحفيين من السجن خلال الفترة المقبلة.

 

كما تشير، إلى أن مشكلتهم ليست في أنهم 5 بنات وأمهم وجدتهم منذ عامين دون عائل، ولكن الحياة التي يعيشها والدهم بـ" العقرب"، موضحة أنهم لا يتعرضون للتعذيب البدني، ولكن يعذبونهم نفسيا وهذا يدمرهم، فهم يجردوهم من كل مستلزماتهم ويقدمون لهم طعاما ترفض الحيوانات النظر له.

 

وتكمل الابنة: "لا نستطيع رؤية والدنا سوى 10 دقائق بكل زيارة".

 

وقضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار ناجي شحاتة بالسجن المؤبد للصحفي مسعد البربري لورود اسمه ضمن متهمي القضية المعروفة اعلاميا بـ"عمليات رابعة".

 

اقرأ أيضا:

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان