هو السلطة التشريعية، ويتولى إقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة، فضلا عن ممارسة الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية وهي الحكومة..
عُلقت عليه الآمال، بعد غياب قرابة 1620 يومًا، إلا أنه بعد انعقاده لم يغيّر من الأمر شيئًا، وأوشك دور الانعقاد البرلماني الأول على الانتهاء دون اكتمال حتى مؤسساته الداخلية.
لكن أربع أزمات كبرى وقعت ثلاثة منها خلال وجود مجلس النواب إلا أنه لم يتعاط معها، وأغلق النواب أعينهم عن قضايا أقل ما توصف بالخطرة.
الطائرة الروسية
أولى الأزمات التى عصفت بمصر وتسببت في ضرب قطاع السياحة الذى يعتبر المصدر الثانى للعملة الأجنبية هي سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، مما تسبب في مقتل جميع ركابها وطاقمها البالغ عددهم 224شخصا.
وأعلن بعدها شريف إسماعيل، رئيس الحكومة أن إيرادات السياحة تراجعت بنحو 1.3 مليار دولار منذ تحطم الطائرة الروسية، فيما أغلقت عشرات الفنادق السياحية وشرد آلاف العاملين بالقطاع الذى يوصف بالحيوي.
واعترفت مصر بعدها بأن الحادث نفذ من قبل إرهابيين وتبناه تنظيم ولاية سيناء المسلح، ومرت أربعة أشهر من عمر البرلمان المصري إلا أنه لم يفكر أحد النواب في الإقدام على مسائلة الحكومة عن الحادث، لا سيما بعض طلبات الإحاطة التى خرجت على استحياء حول تأمين المطارات بعد مخالفات أمنية بالمطارات.
ريجيني أكبر الأزمات
ثم جاءت قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجينى الذى عثر على جثته بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي مطلع فبراير الماضي وعليها آثار تعذيب، التي تعد الأبرز، فالقضية تهدد العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وروما، بعد اتهام الجانب الإيطالي مصر بالتسويف ومحاولة تزييف الحقائق.
فقبل أيام، استدعت إيطاليا سفيرها بالقاهرة بعد فشل الوفد المصري الذى سافر إلى روما الأسبوع الماضي، في إقناع فريق المحققين الطليان بتفاصيل الواقعة، بعد تقديمهم لقرابة 2000 وثيقة.
كما اتهمت بعض الصحف الإيطالية أحد ضباط الشرطة المصرية بمقتل "ريجيني" وهو ما لم تعلق عليه الحكومة المصرية بشكل رسمي، ولم يتفاعل معه أعضاء مجلس النواب بالسؤال عن أعمال العنف التى تقع داخل أماكن الاحتجاز.
وطالبت إيطاليا من مصر فتح تحقيق موسع بشأن تعذيب أحد مواطنيها بالقاهرة، إلا أن رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال كلما يتطرق أي نائب للأزمة يطلب منهم عدم الخوض بالحديث حول الأزمة وهو ما يثير العديد من التساؤلات فكيف لمجلس يراقب الحكومة يصمت حول أزمة تهدد العلاقات مع دولة أخرى !!
جنينة والفساد
كما غاب البرلمان عن أزمة المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، الذي أقيل مؤخرا بعد أن قدم تقريرا قال فيه إن حجم الفساد بمصر يصل لـ 600 مليار جنيه، ورغم تقدم بعض النواب بطلب لتشكيل لجنة للتحقيق في تقرير جنينة، إلا أن الأمر لم يمر على عتبات المجلس ثانية.
بعدها أقيل المستشار جنينة بقرار جمهوري دون الرجوع للبرلمان ورغم ارتفاع الأصوات الرافضة لقرار الإقالة واعتباره غير دستوري إلا أن البرلمان لم يشكل اللجنة التى طالب بها البعض ولم يتعاط مع قرار إقالة رئيس أكبر جهاز رقابي في مصر رغم وجود مطالبات شعبية بذلك.
تيران وصنافير
الأزمة الرابعة والتى أثير حولها لغط واسع، كانت لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية والتى أقرت مصر بموجبها بملكية جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، وهو ما رفضه البعض.
ودشن رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" حملات رافضة للقرار الحكومي، تحت مسمي "عواد باع أرضه"ورغم تعدد المطالب المقدمة ﻷعضاء المجلس لمراجعة الاتفاقية التى وقعتها الحكومة، إلا أن مشهد النواب في استقبال الملك سالمان بن عبد العزيز بمقر البرلمان بالأمس يوحي بالقبول دون مناقشة على حد وصف البعض.
ويعلق الدكتور حسن نافعة على تجاهل مجلس النواب لعدد من القضايا التى شغلت الرأى العام مؤخرا بأنه حتى الآن لم ينته المجلس من لائحته الداخلية وتشكيل لجانه النوعية، ومؤسسات الداخلية.
وقال نافعة، في تصريحات لـ"مصر العربية"، إن الحكم على البرلمان لا يجوز حاليا ﻷنه لم يبدأ بعد فحتى الآن لم يشرع النواب في أداء مهامهم النيابية والتشريعية.
وبخصوص مستقبل الأداء النيابي، أشار أستاذ العلوم السياسية إلى دراسة أعدها بعنوان الانتخابات البرلمانية ومستقبل النظام السياسي، أعدها لمركز دراسات الوحدة العربية، ونشرتها مجلة المستقبل في عدد يناير الماضي.
وفي ورقته البحثية رجّح نافعة أن يكون مجلس النواب الحالي كيانا مفتتا من الناحية السياسية والفكرية، بحيث يـصـعب عليـه، أن يحقق التوازن المطلوب مع السلطة التنفيذية التي سيسهل عليها أن تــمــرر مــن خلاله كل ما تريد من قوانين.
ووصف نافعة البرلمان بأنه نتاج لانتخابات شابها مخالفات وصيغت فيها قوانين انتخابية معيبة، وبيئة سياسية مأزومة، إضافة لتحالفات انتخابية متناقضة.
وأوضح أن العوامل السابقة تسببت في وجود برلمان مكون من جسد ضخم َّ ترهل قبل أن يبدأ خطوته الأولى تحت ضغط تناقضات هائلة، مشيرا إلى أن هناك حالة سيولة تجعله عصيا على التماسك وغير مؤهل لأداء وظائفه التشريعية والرقابية على الوجه الأكمل.
لكن النائب خالد شعبان، عضو مجلس النواب عن حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، قال إن بعض الأزمات الحالية لم تدخل في اختصاصات مجلس النواب حتى يقترب منها.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن قضية كواقعة الطالب الإيطالي جوليو ريجينى على سبيل المثال مازالت في حوزة النيابة العامة، ولا يحق للبرلمان الاطلاع على تفاصيلها.
وأوضح أنه بعد انتهاء التحقيقات يمكن للبرلمان أن يناقش مثل هذه القضية، مشيرا إلى التصريحات التى تخرج بشأن القضية متضاربة خاصة تصريحات الجانب الإيطالي.
ولفت إلى أن إيطاليا تشن حربا شرسة ضد مصر بسبب مقتل ريجتني وكأنها الحرب العالمية الثالثة، بمساعدة الاتحاد الأوربي، مؤكدا على احترام مصر لحقوق الإنسان والحق في الحياة.
اقرأ أيضًا: