رئيس التحرير: عادل صبري 10:50 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

صور| «يا فرحة ما تمت».. القصة الكاملة لشهيد «جهاز العروسة»

صور| «يا فرحة ما تمت».. القصة الكاملة لشهيد «جهاز العروسة»

أخبار مصر

محمد السيد دياب طالب بالفرقة الثالثة بكلية  نظم ومعلومات

صور| «يا فرحة ما تمت».. القصة الكاملة لشهيد «جهاز العروسة»

آيات قطامش 15 يناير 2021 23:36

فرحةُ خيمت على المكان، تزامنًا مع انطلاق سيارة نقل "العزال"، ولكن حدث ما لم يكن موضوعًا في الحسبان، فأثناء التوجه لتحميل العربة بجهاز عروس تقطن محافظة الشرقية، سرعان ما تحولت تلك الأجواء إلى مآتم كبير..

 

 

 فمع دقات الواحدة ظهر الجمعة الماضية، كانت تلك السيارة غارقة بمن فيها بترعة الإسماعيلية بالشرقية، وسط حالة من الصدمة انتابت العائلتين، الذين لا يزالوا يفترشون الأرض أعلى الكباري المُطلة على المياه هناك علهم يتمكنوا من العثورعلى جثمان ابنهم الضائع، بعدما غاب عنهم في غضون لحظات أثناء مشاركته في نقل "جهاز العروس".. 

 

 

 

تواصلت "مصر العربية" مع أحد أقارب الشاب الغريق الذي لا يزال البحث جاري عنه إلى الآن، كما تحدثنا إلى  قائد غواصين الخير بإعتباره مشاركًا في عملية الانقاذ ليطلعنا على آخر المستجدات.. وجاءت القصة على النحو التالي:

 

انطلقت سيارة نقل "العزال" من عزبة أبو حديد بالشرقية وكان يقودها شاب عشريني يُدعى محمد السيد دياب طالب بالفرقة الثالثة بكلية  نظم ومعلومات، -وهو غريق الآن-، وكان برفقته شقيقه الذي نجا من الموت بأعجوبه ووالد العريس الذي توفاه الله في الحادث، ولم تكن الكابينة الخلفية للعربة الربع نقل خاوية ولكن كانت مليئة بذوي العريس وبينهم طفل يبلغ من العمر 5 أعوام ولكنهم جميعًا خرجوا بسلام -بحسب رواية حمادة أمين، أحد ذوي الشاب الغريق-.  

 

فقبل وصول العربة لمسكن العروس بعزبة "الغرة" من أجل نقل جهازها  بـ 500 متر فقط، وقع الحادث الأليم حيث فوجئ المارة بسيارة النقل تطير في الهواء من أعلى أحد الكباري بقرية الزوامل لتستقر في ترعة الاسماعيلية، بمن فيها من ذوي العريس. 

 

 

انتهت أجواء الفرح عند هذه اللحظة واتشحت البلدة بالسواد، فوالد العريس توفاه الله على إثر حادث الغرق وانتشلته فرق الانقاذ النهري، في حين اضحى الشاب قائد سيارة نقل "جهاز العروس" مثل فص ملح وذاب بين الأمواج، أما شقيقه  فنجى  من هذا الحادث الأليم، هو ومن كانوا في الكابينة الخلفية.  

  

لم تنته المأساة عند هذا الحد، فرغم مرور أسبوع كامل لم يظهر أثر لجثمان "محمد"، فمع دقات السادسة من صباح كل يوم تشد أمه الرحال من بيتها وتنتظر خروج جثمانه أو حتى ظهور حبيبها الصغير على سطح المياه، هكذا ظل الوضع إلى اليوم حيث تمكث إلى ما بعد غروب الشمس أملًا في أن تعود برفقة نجلها الضائع حتى وإن كان ميتًا .. 

 

 

9 كباري بات يقطنها الأهالي منذ وقوع الحادث، ممن اضحوا يواصلون الليل بالنهار في هذا الطقس البارد، لا يريدون العودة إلا بجثمانه ليواري الثرى، فهذه باتت أقصى امانيهم، حيث يقول "حمادة" لـ "مصر العربية": "مستحيل نمشي ونسيبه، والانقاذ النهري كل يوم معانا مش مقصرين".. 

 

 

وأشار إلى أنه تطوع أكثر من 40 شاب كي يقوموا بإزالة ورد النيل والقمامة المتراكمة في أحد الأجانب، لتسهيل عملية البحث عن الجثمان، قائلًا: "شالوا أكتر من تلت أرباعها، وتواصلنا بالمسئولين لارسال حفار لمساعدتنا في تلك المهمة".

 

 

 

لم تكن المعاناة مقتصرة على ذوي الشاب الغريق فقط، فكبير غواصين الخير كابتن ايهاب المالحي، حمل على عاتقه بمجرد سماعه بحادث الغرق مهمة الانتقال من مسكنه بالاسكندرية إلى الشرقية، من أجل مشاركة فرق الانقاذ النهري ملحمة البحث عن جثمان "محمد". 

 

 

 

يقول "المالحي" لمصر العربية: ما زال البحث جاريًا ومستمرًا عن "محمد" فمنذ الجمعة الماضية وحتى اليوم لم يتوقف المنقذون عن عملية البحث سواء بالغوص أملًا في العثور عليه رغم شدة التيار الذي يدفعنا إلى ربط من يتولى مهمة النزول بحبل، أو من خلال مسحنا للمكان بأعيننا عل الجثمان يظهر على السطح. 

 

يشير المالحي إلى أنه في فصل الصيف ينتفخ الجثمان ويطفو على سطح الماء بعد مرور نحو 3 أيام، أما في الشتاء فتطول المدة قليلًا لتبدأ هذه العملية بعد نحو 8 أيام من الغرق، وربما كان  أحد الأسباب التي جعلت عملية العثور على "محمد" تتأخر بعض الوقت.

 

يقول "المالحي": ولكننا مستمرون لحين الوصول لجثمان الشاب الغريق بمشاركة فرق الانقاذ النهري التي  لم تقصر وتواصل البحث ليل نهار. 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان